Page 62 - alamn
P. 62

‫هامش ضيق لنطاق الاحترار العالمي‬                                                                 ‫مقالات‬
      ‫المتصل بالنشاط البشري‬                                                                      ‫وآراء‬

‫حـد أدنـى يمثلـه حـدوث زيـادة بــ‪ 1.5‬درجـة‬     ‫خ ُلصـت دراسـة بارزة صـدرت حدي ًثا وت ّوجت‬       ‫بالاتفــــــاق مع‬
‫مئوية‪ ،‬وحد أقصى عند ‪ 4.5‬درجات مئوية‪.‬‬           ‫عمل ًا اسـتم ّر أربـع سـنوات تـولاه فريـق‬
‫وقـد شـ ّكل ذلـك الأسـاس الـذي اسـتند‬          ‫عالمـي مـن العلمـاء‪ ،‬إلـى تضييـق نطـاق‬                ‫لويز بويل‬
‫إليـه التقريـر الأحـدث لـ»اللجنـة الحكوميـة‬    ‫التأرجـح فـي الزيـادة المحتملـة لحـرارة‬
‫الدوليـة المعنيـة بتغ ّيـر المنـاخ» («آي بـي‬   ‫كوكبنـا‪ ،‬من جراء تأثيـرات انبعاثات الكربون‬                       ‫‪62‬‬
‫سـي سـي») التابعـة لمنظمـة «الأمـم‬
‫المتحـدة» ‪UN Intergovernmental‬‬                            ‫المتأتيـة مـن نشـاطات البشـر‪.‬‬

        ‫‪.Panel on Climate Change‬‬               ‫وفـي الواقـع‪ ،‬يـكاد التقريـر الـذي ُنشـر‬
                                               ‫الأربعاء الماضي‪ ،‬أن يطيح بالسيناريوهات‬
‫وفـق بعـض التقديـرات‪ ،‬إذا تحقـق الهـدف‬         ‫الأفضـل المتعِّلقـة بالزيـادة فـي درجـات‬
‫الطمـوح المتمِّثـل في وقف زيـادة الاحترار‬      ‫الحـرارة علـى الصعيـد العالمـي‪ ،‬مـا يعنـي‬
‫العالمـي عنـد ‪ 1.5‬درجـة مئويـة‪ ،‬يكـون مـن‬      ‫أ ّن اتخـاذ إجـراءات عاجلـة بغيـة خفـض‬
‫المسـتطاع الحيلولـة دون وقـوع عواقـب‬           ‫الانبعاثـات الكربونيـة مـا زال أمـ ًرا بالـغ‬
‫وخيمـة‪ ،‬كذوبـان الجليـد تما ًمـا فـي منطقة‬     ‫الأهميـة‪ .‬فـي المقابـل‪ ،‬تشـير نتائـج‬
‫القطب الشمالي صي ًفا‪ ،‬وفقدان ال ِشعاب‬          ‫الدراسـة نفسـها إلـى أ ّن التو ّقعـات الأكثـر‬
‫المرجانية في المناطق الاسـتوائية‪ .‬كذلك‬
‫يمكـن أن يحـ ّد ذلـك مـن ارتفـاع مسـتوى‬          ‫تشـاؤ ًما ربمـا تكـون بعيـدة الاحتمـال‪.‬‬
‫سـطح البحـر‪ ،‬وينقـذ كثيـ ًرا مـن المناطـق‬
‫السـاحلية والجـزر‪ .‬وفـي اتجـاه مغايـر‪ ،‬إذا‬     ‫وفـي التفاصيـل أن الفريـق الـذي يض ّم ‪25‬‬
‫بلغـت الزيـادة ‪ 4.5‬درجـات مئويـة‪ ،‬فيتوقـع‬      ‫عال ًمـا‪ ،‬درس مؤ ّشـ ًرا ُيسـمى «حساسـية‬
                                               ‫المنـاخ فـي حالـة التوازن» («إي سـي إس»)‬
              ‫حـدوث انهيـار كارثـ ّي للمنـاخ‪.‬‬  ‫‪،equilibrium climate sensitivity‬‬
                                               ‫ويم ّثـل الزيـادة في درجة الحرارة التي يمكن‬
‫وفـي مسـار مختلـف‪ ،‬ض ّيقـت الدراسـة‬            ‫أن تنشـأ عقـب وصـول تركيـز ثانـي أكسـيد‬
‫المح ّكمـة الصـادرة أخيـ ًرا النطـاق المحتمـل‬  ‫الكربـون فـي الغلاف الجـوي لألرض إلـى‬
‫لمؤشـر «حساسـية المنـاخ فـي حالـة‬              ‫ضعفـي مـا كان قبـل العصـر الصناعـي‪.‬‬
‫التـوازن» ليتـراوح بيـن ‪ 2.6‬و‪ 4.1‬درجـات‬        ‫ويعتبر المؤشـر معيا ًرا رئي ًسـا اسـ ُتخ ِدم في‬
‫مئويـة (بمعنـى أنـه أعلـى مـن الحـد الأدنـى‬    ‫وضـع نمـاذج حاسـوبية افتراضية ُتسـتخدم‬
‫وأقـل مـن الحـد الأعلـى المشـار إليهمـا‬        ‫للتنبـؤ بالتغ ّيـر المناخـي‪ ،‬علـى مـدى‬
‫آن ًفـا)‪ .‬جديـر بالذكـر أ ّن التقديـر الأفضـل‬
‫لحساسـية المنـاخ يزيـد قليل ًا علـى ثلاث‬                    ‫السـنوات الأربعيـن الماضيـة‪.‬‬

                            ‫درجـات مئويـة‪.‬‬     ‫ومنـذ ‪ ،1979‬تم ّسـك العلمـاء بفكرة وجود‬
                                               ‫نطـاق واسـع للارتفاعـات المحتملـة فـي‬
‫وجـد التقريـر‪ ،‬الـذي ُنشـر فـي مجلـة‬           ‫درجـات الحـرارة العالميـة التـي تتأرجـح بيـن‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67